السنة 4 من التعليم المتوسط
مقدمة :
تعتبر حصة التربية الموسيقية في هذه المرحلة من التعليم المتوسط امتدادا وثيقا كما قدم من تعليمات في المراحل السابقة من حيث المحتويات والطرائق. وحتى يتسنى للأستاذ أداء عمله بصورة جيدة، نضع بين يديه هذا الدليل الذي يتضمن كيفية تحضير الوثائق البيداغوجية، وإعطاء فكرة وتوجيهات عامة حول :
? نشاطات الحصة الموسيقية وأهدافها.
? سير الأنشطة في حصة التربية الموسيقية.
نشاطات الحصة الموسيقية وأهدافها : تتكون الحصة في التربية الموسيقية من ثلاثة أنشطة رئيسية وهي :
- التذوق الموسيقية.
- القواعد الموسيقية.
- الأغنية التربوية.
نشاط التذوق الموسيقي
يعتبر بعد الاستماع من الأنشطة الموسيقية الهامة التي يعتمد عليها في تكوين جميع الخبرات الأخرى التي ترتبط بحاسة السمع. وبالطبع فإن تنمية الاستماع لـدى الطفل لا يكون إلا من خلال تقديم الخبرات الموسيقية دون غيرها، لأن الخبرة الموسيقية سمعية ندركها بآذاننا وليس بأي حاسة أخرى من الحواس. وبعد الاستماع الأساسي الذي تعتمد عليه خبرات الإنسان يتضح جليا في تأكيد هذه الحاسة في القرآن الكريم وتقديمها على غيرها من الحواس.
ولعل من أصعب الأمور تدريب مستمع الغد على كيفية استقبال المثيرات الموسيقية. فالاستماع يهدف إلى اكتشاف الطفل للخصائص الصوتية، وتكوين المفاهـيم المرتبطة بخصائص الصوت من خلال خطة معينة تهدف كخطوة فيها إلى تنمية قدراته الموسيقية، هذه التنمية تِؤدي إلى استمتاع الطفل بما يسمعه، وبالتالي تؤدي إلى التذوق الجمالي لخصائص الموسيقى الإيقاعية واللحنية والهارمونية المتضمنة في أصواتها.
ويمكن تقسيم خبرات الاستماع والتذوق الموسيقي إلى أربعة مراحل تعتمد كل مرحلة على سابقتها، وهذه المراحل هي :
I? الاستقبال الحسي :
من المعروف أننا نستقبل المثيرات الصوتية عن طريق حاسة السمع، وتعتبر هذه الحاسة أولى الحواس التي يستفيد منها الطفل للاتصال بالعالم الخارجي (منذ وجوده جنينا في رحم الأم) وعندما يولد الطفل يكون جهازه السمعي كاملا وتكون أذنه قادرة على الاستجابة للأصوات، فتراه يستجيب استجابة حركية عند استماعه لصوت مفاجئ. كذلك نرى أن أذن الوليد تساعده على تحديد مصادر وأماكن المثيرات قبل عينه فيلتفت إلى مصدر الصوت.
والاستجابة الحسية للمثير الصوتي تحدث عن طريق استقباله من خلال الأذن نتيجة لاهتزاز مصدر الصوت فيتأثر الهواء المحيط بالجسم المهتز ويتموج، ثم تصل هذه الموجات الصوتية إلى الأذن حيث تتأثر طبلة الأذن ثم باقي أجزاء الأذن حتى يتم نقل هذا الأثر إلى العصب السمعي، فتصل الرسالة العصبية إلى المخ ومنه تصدر إشارة إلى الأعصاب المصدرة فتنتج الاستجابة المرتبطة بهـذا المثير الصوتي. ومنه المعلم فـي هذه المرحلة هو تدريب الطفل على استقبال المثيرات الصوتية، حيث أن هذا الاستقبال الحسي طبيعي عند كل الناس، إلا أن هناك اختلافا في الدرجة في مدى حساسية الأفراد نتيجة اختلافهم في مكوناتهم الفسيولوجية للأذن، وكذلك تنظيم تقديم هذه الخبرات الحسية والتدرج بها تمهيدا للمرحلة التالية.
II- الإدراك والتمييز بين المثيرات الموسيقية :
الإدراك هو وسيلة الطفل للاتصال بالعالم الخارجي ومعرفة خصائصه. فالإدراك عملية عقلية يتم فيها تأويل المحسوسات إلى أشياء لها معنى. فالطفل يدرك أن صوتا ما هو صوت ديك أو صوت إغلاق باب أو صوت مفتاح. وأن هناك فرقا بين صوت الديك وصوت القط. كذلك يستطيع الطفل تمييز مصدر الصوت، وأن الأصوات صادرة عن أشياء متشابهة أو أشياء مختلفة ويتدرج الطفل في هذا المستوى الإدراك حتى يصل إلى بناء أفكار وتكوين مفاهيم عن الأصوات وخصائصها.
وعملية الإدراك تتكون من ثلاث مراحل :
? المرحلة الأولى : إجمالية : حيث يتم إدراك الشيء كله.
? المرحلة الثانية : تحليلية : وفيه يتم تحليل هذا الكل إلى أجزاءه، وإدراك العلاقات القائمة بين هذه الأجزاء، ويتوقف معنى كل جزء على علاقته داخل الكل.
? المرحلة الثالثة :? تأليفية : حيث تتفاعل الأجزاء مرة أخرى مكونة الكل.
III- تحليل العمل الموسيقي إلى مكوناته :
بناء على ما تم في المرحلة السابقة من تكوين المفاهيم الموسيقية، فإن المتعلم يصبح قادرا على التعرف على البنية الموسيقية للعمل الموسيقي ومكوناته على الآلات التي تؤدي هذه المكونات، وعلى الطابع العام لهذا العمل.
IV- النقد الموسيقي :
وهو أرقى مرحلة للاستماع، بحيث يتم فيها إعطاء العمل الموسيقي قيمة من حيث الجودة والرداءة. ويمكن للمتعلم في هذا المستوى معرفة الخصائص التي أدت إلى وصول هذا العمل إلى مستوى الجودة.
والمراحل الأربعة السابقة يمكن الاهتمام بها في مراحل تعليمية مختلفة. ويمكن أيضا أن تقدم في مرحلة تعليمية واحدة. والفرق هنا يكمن في كيفية تقديم هذه الخبرات للطفل والمادة التعليمية المستخدمة، بشرط أن لا تنتقل من مرحلة إلى مرحلة تليها إلا بعد وصول المتعلم إلى جوهر التعلم النهائي المطلوب الوصول إليه.
V- أهداف الاستماع والتذوق الموسيقي :
ويمكن تقسيمها إلى فئتين كبيرتين، الأولى منها ترتبط بالاستماع وتضم المرحلتين الأوليتين السابق ذكرهما، والأخرى ترتبط بالتذوق الموسيقي وتضم المرحلة الثالثة والرابعة.
أولا : الأهداف العامة المرتبطة بالاستماع :
1. الإحساس بوجود صوت معين.
2. التعرف على مصدر الصوت.
3. الإحساس والتمييز بين الأصوات المتشابهة.
4. الإحساس والتمييز بين الأصوات المختلفة.
5. اكتشاف الأطفال أنهم يمكنهم إصدار أصوات تشبه أو تختلف عن تلك التي يستمعون إليها أو يصدرها آخرون.
6. أن يعرف الأطفال أنه يمكنهم إصدار أصوات مختلفة من مصدر واحد للصوت.
7. أن يعرف الأطفال أن الأصوات يمكن استخدامها كوسيلة للاتصال بالآخرين.
8. أن يعرف الأطفال أنه يمكنهم استخدام الأصوات كوسيلة لعرض أفكارهم أو التعبير عن وجدانهم.
ثانيا : الأهداف الخاصة المرتبطة بالاستماع :
إن تحقيق هذه الأهداف السابقة يتطلب جهودا من المعلم، لأن كل هدف من الأهداف السابقة يمكن تحقيقه من خلال تقديم خبرات متنوعة يمكن أن تستمر وقتا طويلا قد يشمل أكثر من مرحلة تعليمية واحدة.
ويمكن تحديد هذه الأهداف الخاصة فيما يلي :
أ)- أن يعرف المتعلم المفاهيم المرتبطة بالصوت كالآتي :
* الارتفاع: تختلف درجة الصوت من حيث الارتفاع والانخفاض (الحدة والغلظة) نتيجة لاهتزاز الجسم المصدر للصوت, فكلما زاد عدد الترددات الصادرة عن الجسم المهتز في الثانية الواحدة زادت حدته والعكس صحيح.
* الزمن (ديمومة الصوت): يصدر الصوت في زمن معين قد يكون طويلا أو قصيرا, ويتحدد بسرعة الوحدة الموسيقية.
* شدة الصوت : يمكن أن يصدر الصوت من مصدر معين ويستمر زمنا معينا ولكن قد يكون قويا أو ضعيفا.
* اللون (نوعية الصوت) : تختلف خصائص الصوت تبعا لصدوره من مصادر مختلفة (آلات موسيقية مختلفة أو من آلة واحدة بطرق مختلفة).
ب)- أن يعرف المتعلم المفاهيم المرتبطة بالوحدة الموسيقية كالآتي :
* الوحدة : هي تلك النبضة المنتظمة التي يدركها المستمع وتجعله يشعر بالرغبة في التصفيق أو النقر المنتظم عند الاستماع لفكرة موسيقية معينة.
* بعض الأفكار (المواضيع) : الموسيقية تكون نبضاتها سريعة والأخرى بطيئة.
* بعض النبضات في الفكرة الموسيقية الواحدة: تكون قوية وبعضها ضعيفة, ويحدث ذلك بطريقة منتظمة العرض فيحدث ما يسمى بالميزان.
ج)- أن يعرف المتعلم المفاهيم المرتبطة بالسرعة وتتضمن :
* أن سرعة عرض الفكرة الموسيقية (الموضوع) يؤثر على سرعة الوحدة الموسيقية.
* أن الفكرة الموسيقية يمكن أن تعرض بسرعة أو ببطء.
* أن الفكرة الموسيقية يمكن أن تعرض بسرعة واحدة أو سرعات مختلفة.
* أن سرعة عرض الفكرة الموسيقية يؤثر على الطابع العام لها.
د)- أن يعرف المتعلم المفاهيم الموسيقية المرتبطة بالإيقاع وتتضمن :
* أن العلاقات الزمنية بين الأصوات من حيث الطول والقصر تؤدي إلى ظهور نماذج إيقاعية.
* أن النماذج الإيقاعية تنتج عن تقسيم الوحدة الموسيقية إلى تقسيمات متساوية.
ه)- أن يعرف المتعلم المفاهيم الموسيقية المرتبطة باللحن وتتضمن :
* أن العلاقات الصوتية بين الأصوات من حيث التشابه والاختلاف تؤدي إلى ظهور النماذج اللحنية.
* أن النموذج اللحني الواحد يمكن أن يصدر بعلاقات زمنية متشابهة ومختلفة بين أصواته.
و)- أن يعرف المتعلم المفاهيم المرتبطة بالتلوين الصوتي من حيث القوة وتتضمن * تصدر الفكرة بقوة معينة.
* الفكرة الموسيقية الواحدة (th譥) يمكن أن تصدر بقوة معينة أو تتعاقب فيها القوة فيكون جزء منها قويا والآخر ضعيف.
* تصدر الأصوات بقوة معينة ويمكن أن تتغير فجأة.
* تصدر الأصوات بقوة معينة ويمكن أن تتغير بالتدريج بالزيادة أو النقصان.
* التغيير في الأصوات من حيث القوة والضعف يؤثر على الطابع العام للفكرة الموسيقية.
د)- أن يعرف المتعلم المفاهيم المرتبطة بتعدد الأصوات وتتضمن :
* يمكن أن تصدر أصوات مع بعضها في وقت واحد.
* الأصوات الصادرة مع بعضها قد تكون بواسطة آلة واحدة أو عدة آلات.
* الأصوات الصادرة مع بعضها قد تكون بالغناء المصاحب بآلة موسيقية أو أكثر
ثالثا : الأهداف العامة المرتبطة بالتذوق والنقد الموسيقي :
يعتمد التذوق الموسيقي على المعرفة السابقة للمفاهيم الموسيقية, ولذلك لابد من تأكد الأستاذ قبل تقديم الخبرات الخاصة بالتذوق من إتقان المتعلمين للمفاهيم الموسيقية المرتبطة بالإدراك, وفي حالة التأكد من مستوى الإتقان يمكن الانتقال إلى مرحلتي التذوق والنقد الموسيقي بتقديم ما يتلاءم وخصائص المتعلم السنية، حيث يجب الإشارة هنا إلى أن الإثراء أفضل دائما من الإسراع في تقديم الخبرات للأطفال، والتأكد كذلك من أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب جهدا كبيرا من الأستاذ قد يمتد إلى المراحل التعليمية المتقدمة، وترتبط الأهداف العامة للتذوق الموسيقي بفئتين أساسيتين للسلوك الموسيقي وهما :
* التعرف على طبيعة العمل الموسيقي وطابعه.
* التعرف على المكونات التي أدت إلى هذه الطبيعة والطابع.
ويمكن تحقيق هذين الهدفين من خلال تحقيق الأهداف الخاصة التالية :
* أن يعرف المتعلم أن العمل الموسيقي يتكون من مجموعة من الأجزاء تظهر بشكل معين (قالب).
* أن الأجزاء المكونة للعمل الموسيقي قد تكون متكررة أو غير متكررة.
* أن الأجزاء المكونة للعمل الموسيقي هي مكونة من جزيئات قد تكون أيضا متكررة أو غير متكررة.
* أن في الجزء الواحد تتفاعل خصائص الموسيقى المختلفة: الإيقاع, واللحن وتعدد الأصوات لتعطي هذا الجزء طبيعته الخاصة.
* يتأثر الطابع العام للعمل الموسيقي والتلوين الصوتي ونوعية الآلات التي تؤدي هذا العمل.
* أن يستطيع الطفل تقويم العمل الموسيقي من حيث ملاءمة خصائص العمل الموسيقي لطابعه.
?* أن يستطيع الطفل التعرف على المكونات التي يمكن أن تؤدي إلى جودة العمل الموسيقي أو رداءته.
?رابعا : اختيار الموسيقى الملائمة للاستماع :
يعد اختيار النماذج الموسيقية التي يختارها الأستاذ للاستماع من الأمور الهامة التي يجب مراعاتها لضمان تحقيق الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، ويمكن القول أن نسعى أولا وأخيرا إلى تفتيح آذان المتعلمين على عالم الجمال الصوتي, وأن نعينهم على الاستماع وألاستمتاع الفعلي بالموسيقى. والمشكلة هنا هي أي نوع من الموسيقى يمكن أن نختاره للمتعلم, ويمكـن أن نشير إلى أن هناك نوعين أساسيين من الموسيقى :
? التراث الموسيقي الوطني والعربي.
? التراث الموسيقي العالمي.
وكمبدأ عام يجب البدء بما هو مألوف وقريب من خبرات المتعلم ثم التدرج من هذا المألوف إلى ما هو غير مألوف لأن هذا الأخير يتطلب جهدا في التدريب والتركيز, وعلى أي حال فاختيار الموسيقى الملائمة سواء من التراث الوطني والعربي أ والعالمي, يجب أن تتميز بخصائص نذكر منها :
* أن نقدم دائما ما هو جيد وراقي.
* أن تكون ذات إيقاع واضح تسهل مسايرته.
1- سير نشاط التذوق الموسيقي والاستماع
تتبع المراحل الآتية في تدريس نشاط التذوق الموسيقي :
? style='font:7.0pt "Times New Roman"'> تهيئة المتعلم للاستماع إلى قطعة موسيقية مختارة وذلك بتحديد الموضوع المراد معالجته (كدراسة آلة أو نوع معين من الموسيقى أو شخصية موسيقية)، مع مطالبته بتركيز انتباهه لتسجيل ملاحظاته حول الموضوع المحدد.
? style='font:7.0pt "Times New Roman"'> استماع أولي إلى القطعة الموسيقية.
? style='font:7.0pt "Times New Roman"'> عرض الملاحظات والانطباعات الفردية، مع مراعاة تدوين الصحيح منها والمناسبة للموضوع على السبورة.
? style='font:7.0pt "Times New Roman"'> إعادة الاستماع مرة أخرى للتوصل إلى استخراج ملاحظات أخرى لإتمام ما دُون سابقا، وذلك عن طريق طرح الأسئلة على المتعلم (ينقطع الاستماع كلما أراد المعلم طرح الأسئلة أو توجيه المتعلم).
? style='font:7.0pt "Times New Roman"'> إعداد خلاصة بمشاركة المتعلم تتويجا لكل الملاحظات المستخلصة.
? style='font:7.0pt "Times New Roman"'> استماع نهائي إلى القطعة الموسيقية أثناء تدوين الخلاصة على الدفتر.
ملاحظة هامة :
? style='font:7.0pt "Times New Roman"'> تخصص أكبر مدة زمنية للحصة للاستماع وعلى أن لا تطغى عليها مدة المناقشة.
? style='font:7.0pt "Times New Roman"'> يراعى في تدوين الملاحظات على السبورة من طرف الأستاذ الوضوح، كأن يرسم جداول تصب فيها المعلومات حسب خصوصياتها. و يكون فيه ما يلي :
آلات إيقاعية
آلات وترية
آلات نفخية
نوع الموسيقى
نوع القالب
نوع الحركة
الأثر النفسي للموسيقى
الإرشادات
على الأستاذ أن يراعي النواحي التالية ليكون مردود الإصغاء جيدا، وليكون سرور المتعلم عظيما، ولهذا يجب أن تكون القطعة الموسيقية التي ستقدم للمتعلم مدروسة من قبل المعلم من جميع نواحيها، ويجب عليه أن يعرف مناسبتها ومؤلفها والآلات التي تشترك في أدائها وإيقاعها ?إلخ.
♪ يجب أن يراعي ملائمة القطعة الموسيقية للمتعلم من حيث مستواه وحصيلته الموسيقية وذلك عند انتقائه القطعة.
♪ يجب على المعلم تشجيع المتعلم على التعليق على القطعة الموسيقية و
تأويلا ته لها بما يتراء له.
♪ يجب أن يحترم الأستاذ رأي المتعلم، لأن لكل متعلم طريقته الخاصة في الاستجابة إلى نفس القطعة الموسيقية.
♪ يعمل المعلم على تنمية تركيز المتعلم حول القطعة الموسيقية بأسئلة من النوع الآتي :
? ما هي نوع الآلة أو الآلات التي تعزف ؟
? هل يمثل الصوت المسموع صوت رجل أو امرأة ؟
? هل الأصوات جميعها على درجة واحدة من الشدة، أوهناك مقاطع ضعيفة (لينة) وأخرى قوية ؟
? هل القطعة مفرحة أو محزنة ؟
? هل القطعة هادئة أو صاخبة ؟
? هل هي سريعة أم بطيئة ؟
? ما هي الآلات التي تعزف بصفة عامة وما هو نوع الاركسترا ؟
? هل تحتوي القطعة على أجزاء متشابهة وما هي ؟
? هل هي جديدة أم مألوفة ؟
? هل تروي قصة ؟
ويحرص الأستاذ على أن يقدم للمتعلم ألوانا مختلفة من التأليف الموسيقي الآلي والغنائي من حيث الأسلوب والتراكيب ومن ثم الوصول بالمتعلم إلى درجة تمكنه من تمييز ما يأتي بمجرد الاستماع :
? تمييز نوع" الكونشرتو" مثلا، مع تعيين الآلات التي تقوم بالعزف، و تعيين نوع المرافقة إن كانت من قبل البيانو أو من قبل الأركسترا.
تمييز الموسيقى التي تكتب للرباعي الوتري (كمان، كمان أوسط، كمان جهير، كمان أجهر).
? تمييز الموسيقى السنفونية عن موسيقى الأوبرا ? الخ.
هذا ويمكن التدرج بالمتعلم إلى درجة تمكنه من تذوق موسيقى مشاهير المؤلفين الموسيقيين مثل: باخ ? موزات- بتهوفن-تشايكوفسكي- رافل- رياض السنمباطي محمد عبد الوهاب ? محمد القصبجي- زكريا أحمد- أحمد فؤاد حسن ?الخ.
ملاحظة:
إن تذوق المتعلم للموسيقى ينمو بزيادة الخبرة الموسيقية عنده، ويتمكن الأستاذ من الوقوف على مدى تفهم المتعلم للموسيقى وتذوقها، ولو بصورة تقريبية عن طريق معالجة النواحي التالية:
1- ملاحظة عادات الإصغاء الجيدة عند المتعلم و دراسة ما إذا كانت تأصلت فيه أم لا؟
2- هل يستطيع إدراك إيقاع بعض القطع الموسيقية ؟
3- هل يستطيع التعرف على قطع موسيقية كان قد سمعها ؟
4- هل يستطيع التعرف على الآلات الموسيقية عن طريق تمييز طابعها؟
إلى غير ذلك من الأسئلة التي تكشف عن مدى اهتمام المتعلم بالموسيقى وماذا تذوقه إياها نتيجة تفهم و تعمق.
الإيقـاع
تتفاعل الأصوات الموسيقية سواء كانت متشابهة من حيث الحدّة والغلظة أو القوة والضعف مع عنصر ثالث هو: العلاقة الزمنية بين الأصوات، ويؤدي ذلك إلى ظهور مفهوم جديد في الموسيقى هو: الإيقاع، والاستجابة الإيقاعية عند المتعلم سابقة على الاستجابة اللحنية وتكون أيسر عمومـا في تعلّمهـا من العناصر الأخرى.
والتدريب السمعي الإيقاعي يأخذ مكانة هامة في تعليم المتعلم لأهميته في حياته، حيث يرتبط ذلك بالتعلم اللغوي وصحة إعطاء المقاطع اللفظية زمنا محددا لتصدر الكلمة بصورة أفضل.
ويتمثل الإيقاع في تعليم المتعلم العلامات الزمنية من حيث القراءة وكتابة والتوقيع تدريجيا من العلامات البسيطة السهلة إلى المعقدة الصعبة وفق البرنامج المقترح، وبعد معرفة هرم العلامات الشامل تواصل دراستها عن طريق اللوحة الإيقاعية بطريقـة (إيمي باري بإجراء تمارين تطبيقية وإملاء إيقاعيـة وشفهية، وكتابية. والتطرق إلى الموازين البسيطة وكذا التعرف إلى الضروب العربية والجزائرية المتداولة في التراث الموسيقي مع اكتشافها في حصص نشاط التذوق الموسيقي والاستماع من خلال الأعمال المختارة ضمن التأليف الموسيقية الوطنية والعربية والعالمية.
الصولفاج
ويتمثل هذا النشاط في دراسة الأصوات الموسيقية من حيث درجة ارتفاعها وانخفاضها عن طريق الغناء الصولفائي أو الإملاء الموسيقي الشفهي أو الكتابي ودراستها تكون تدريجيا وفق البرنامج المقترح ويتماشى مع ما هو مقرر ضمن القواعد والنظريات الموسيقية بداية بمعرفة أسماء العلامات واكتشافها وأدائهـا إلى غايـة السلالم والمقامات، والهدف من هذا النشاط هو جعل المتعلم قادرا على فك رموز الموسيقى وأدائها بطريقة علمية وعملية.
القواعد الموسيقية:
وتكون مبسطة جدّا حيث تعطى المعلومات النظرية من نتاج النشاطين السابقين أي (الإيقاع والصولفاج الغنائي)، مع بعض التعاريف الموجزة.
ولا يحق في أي حال من الأحوال دراسة القواعد خارج إطار التطبيق الإيقاعي والصولفائي المقررين في البرنامج أو خلال الحصة وذلك قصد إعطاء فعالية ومصداقية أكثر للنشاط بصفة عامة.
2 ? سير نشاط القواعد الموسيقية:
- يراعى في تدريس القواعد الموسيقية الانطلاق دائما من وضعية إشكال فاستنتاج القواعد وإشراك المتعلم في عملية التعلم, مع تجنب عملية التلقين وإعطاء المعلومات الجاهزة.
- اعتماد الطرق الفعالة الخاصة بفروع المادة (كطريقة موريس شوفيه, وموريس مارتنو, وزلطان كودالي, وديكرولي...الخ).
- التأكيد على الجانب التطبيقي أكثر من النظري. (تستنتج النظريات من التطبيق نظرا لطبيعة المادة).
أهداف نشاط الأغنية التربوية
? تنمية الإدراك الحسي لدى المتعلم.
? جعل التلميذ يشعر بالمعاني الجميلة ويتذوق التراكيب اللغوية السليمة التي تؤدي إلى نمو المحصول اللغوي لديه.
? تعويد المتعلم على الاستماع إلى العبارات الأدبية الجميلة التي تنمي في نفسه حب الشعر وإدراك وزنه وقيمته الجملية.
? بث روح التعامل والتكامل والشعور بقيمة العمل الجماعي.
? تعويد المتعلم على الغناء الصحيح وتجنب الصراخ والسرعة والتنفس الغير منتظم.
? الإسهام في تنمية وجدان الطفل ووعيه الاجتماعي والوطني والروحي وترسيخ القيم الاجتماعية والأخلاقية كالصدق والأمانة والشجاعة والشعور بالمسؤولية والتمسك بالنظام وحبه.
تهيئة الفرصة للتعبير عن النفـس تعبيرا حرا من خلال الأناشيد والأغاني التربوية.
? سير نشاط الأنشودة أو الأغنية التربوية :
وتشمل هذه الطريقة:
1. دراسة النشيد لغويـا
2. تدريبات التنفس.
3. دراسة النشيد موسيقيا (لحنيـا)
1. دراسة النشيد لغويـا: ويتبع في ذلك الخطوات التالية:
? تقديم الموضوع: يكون تقديم موضوع النشيد من خلال حور يجريه المعلم مع المتعلم مستعينا بصورة حول موضوع النشيد.
? كتابة النشيد على السبورة: يكتب المعلم كلمات المقطع الأول من النشيد بخط واضح مشكول، ويجعل الفقرات المتحدة في اللحن الموسيقي من لون واحد وذلك لزيادة الإيضاح وتسهيل دراسة اللحن.
? دراسة كلمات النشيد: يقرأ المعلم النشيد قراءة نموذجية، ويشرح الكلمات.
? تقطع النشيد: يقطّع المعلم كلمات النشيد تقطيعا إيقاعيا منتظما مصاحبا ذلك بضرب الأزمنة بصورة منتظمة، ثم يطلب من المتعلم قراءة النشيد قراءة إيقاعية مصحوبة بضرب الأزمنة.
ملاحظـة: يسهر المعلم على سلامة النطق وحسن مخارج الحروف، كما يسهر على التمييز بين اللام الشمسية واللام القمرية، (القراءة الإيقاعية تساعد على توضيح ذلك).
2. تدريبات التنفس:
قبل البدء بدراسة النشيد موسيقيا ينبغي تهيئة المتعلم لذلك من الناحية الجسمية. وذلك بتدريبه على حسن التنفس والتحكم فيه بإتباع ما يلـي:
تجديد هواء القسم ووقوف التلاميذ استعدادا لتدريبات التنفس.
? الشهيق: يتبع المتعلم إشارة المعلم الذي يرفع يده إلى الأعلى بما يناسب سرعة الشهيق الجماعي.
? حبس النفس: يثبت المعلم يده في الأعلى لمدة من 3 إلى 4 ثواني
? الزفير: ينزل المعلم يده بحركة بطيئة تلائم سرعة الزفير الجماعي.
يكرر المعلم هذه التدريبات عدة مرات، مؤكدا على المتعلم ضرورة تطبيق قواعد استرخاء العضلات أثناء الغناء
3. دراسة النشيد موسيقيا (لحنيا):
ويتبع في ذلك الخطوات التالية:
? يعمد المعلم إلى إسماع المتعلمين المقطع الأوّل من النشيد عزفا عـدّة مرات وبعد الانتهاء من السماع يشجع أصحاب المواهب الصوتية على غناء النشيد. ثمّ يطلب من الجميع إعادة غناء النشيد.
? يؤدي المعلم المقطع الأوّل من النشيد مرة ثانية بينما يشير بالمسطرة إلى الكلمات أثناء الإنشـاد، ثم يطلب ثانية من أصحاب المواهب الصوتية أداء النشيد، وأخيرا يطلب من جميع المتعلمين إعادة الأداء عدة مرات.
? يطلب المعلم من المتعلمين مرافقة العزف بالإنشاد بصوت خافت.
? يلاحظ المعلم نقاط الضعف عند المتعلمين ويستعمل الطريقة الجزئية بإعادة إسماع الجزء من اللحن المطلوب لتدارك الأخطاء فيه.
? يطلب المعلم من ذوي المواهب الإنشاد مع التسجيل ثم بدونه.
ملاحظة: يمكن للمعلم إجراء التعديلات اللاّزمة في هذه الطريقة حسب مستوى المتعلمين وسرعة التقاط اللحن الموسيقي.
السندات
آلة إيقاعية غربية
الباتري
تتكون آلة الباتري من مجموعة من الآلات الإيقاعية(خاصة الطبول والصنوج). وتعتبر هذه الآلة حديثة العهد, فقد ظهر أول نموذج سنة 1930م.
تتركب هذه الآلة غالبا من 5 أجزاء :
1- طبل كبير(grosse caisse) : يوضع على الأرض, و بواسطة "دواسة" خاصة (p餡le) يضغط عليها العازف بقدمه تتحرك عصا منتهية برأس كروي محاط بطبقة من الجلد أو القماش (feutrine ) فتنقر جلد الطبل بحيث يصدر عنه صوت قوي.
2- طبل متوسط الحجم (tom basse): يوضع على يمين العازف, يصدر صوتا غليظا.
3- طبلان صغيران(toms m餩um): يوضعان أمام العازف (على حاملين خاصين pieds), يصدران أصوات متوسطة الغلظة.
4- طبل معدني الأسطوانة(caisse claire):يوضع على يسار العازف (على حامل), يصدر صوتا حادا
5- صنوج(cymbales) :
أ- صنج منفرد كبير(cymbale ride):يوضع على حامل على يمين العازف, يصدر صوتا قويا ورنانا.
ب- صنج منفرد صغير(cymbale crash): يوضع على حامل أمام العازف, يصدر صوتا قويا جدا
ج- صنج مزدوج صغيرة(charleston) : يوضعان على حامل على يسار العازف, وهما عبارة عن صنجين وضعا مع بعضهما بصفة معكوسة على حامل خاص, بواسطة دواسة يضغط عليها العازف بقدمه? يرتفع الصنج الأعلى ثم ينزل فوق الصنج الأسفل مولدا صوتا حاد و قصيرا.
ملاحظة : يستعمل العازف عصوين لينقر بهما على الأجزاء المختلفة للآلة.
كما يستعمل ما يسمى ب"المكنسة" : وهي عبارة عن عصا معدنية تنتهي على شكل مكنسة تحدث صوتا خافتا.
تستعمل آلة"الباتري" غالبا في فرق "موسيقى الجاز" و "موسيقى الروك". كما بدأت تغزو الفرق الموسيقية العصرية كآلة ضابطة للإيقاع وأداة معبرة موسيقيا.
آلة إيقاعية عربية (الطبل)
? - يعتبر الطبل من الآلات الإيقاعية المنتشرة في الوطن العربي. وهو عبارة عن أسطوانة( cylindre) من الخشب أوفي بعض الأحيان المعدن مشدود على قاعدتيها طبقتان رقيقتان من الجلد( تسمى كل منهما رقمة), والجلود المستخدمة في صناعة الطبول هي من الغنم والثور وأحيانا جلد الجمل. ويميزها أن العازف له إمكانية التحكم في شدة أو لين الجلد (الرقمة) من خلال شد الحبال التي تربط الرقمتين على اسطوانة جسم الآلة.
آلة إيقاعية عربية (الطبل)
- يعلق الطبل بالكتف أو العنق. وتتنوع أساليب ضرب الرقمة (الجلد) فمنها ما يضرب بالعصا على الرقمتين, ومنها ما يضرب بالعصا على رقمة والأخرى باليد. ومنها ما يضرب بالعصا على جانب واحد فقط. ومنها ما يضرب باليدين على الرقمتين دون استخدام العصا.
- يدخل الطبل ضمن تشكيلة الفرق الفلكلورية والشعبية التي تحيي الأعياد والأفراح المناسبات المحلية.
آلة نفخية غربية
آلة الكلارينيت (اليراعة)
- آلة نفخية خشبية في الأصل و لكنها أصبحت تصنع من البلاستيك أحياناً طورها صانع آلات ألماني يدعى يوهان كريستوف دينر حوالي عام 1700.
- لآلة الكلارينيت 20 ثقباً جانيبا أو أكثر لإنتاج الأصوات المختلفة وبعض هذه الثقوب يغطيها العازف بأصابعه وبعضها الآخر يغطى بواسطة مفاتيح .
- ويبلغ طول الكلارينيت من النموذج الشائع حوالي 66 سم و له مجال صوتي يبلغ ثلاثة أوكتافات و نصف.
- أصبحت الكلارينيت آلة شائعة ضمن الأوركسترا حوالي عام 1780 و لكن بعض الأعمال الموسيقية كتبت لها قبل ذلك مثل افتتاحية لآلتي كلارينيت وهورن ألفها هاندل في عام 1748, وكذلك كونشيرتو للكلارينيت ألفها موتسارت في عام 1791.
آلة نفخية عربية
آلة الڤصبة
هي آلة موسيقية نفخية تصنع من شجر الغاب(القصب), شبيهة بآلة الناي إلا أنها تختلف عنه في الحجم (السمك والطول(.
وهي عبارة عن أنبوب مفتوح من الجانبين,? به 6 ثقوب في أسفل الجهة الأمامية. وغالبا ما يعمد صانعي هذه الآلة إلى تزيينها برسوم مزركشة.
???? يتم العزف عليها بطريقة مائلة مثل الناي. يتميز صوتها بالعمق والحزن الدال على الشكوى.
وتلعب هذه الآلة دورا رئيسيا في مصاحبة الغناء بأنواعه المختلفة,بحيث نجدها منتشرة في كل ربوع القطر الجزائري, فهي لا تنتمي إلى منطقة معينة أو نوع موسيقي معين. إنها متواجدة في كل أنواع الموسيقى حضرية كانت أم ريفية أم بدوية.
ففي السهول الشمالية في القطاع الوهراني موطن"القوالين" نجد "الرواة" المفتخرين يغنون بمرافقة"القصبة" الأساطير والأقاصيص و الملاحم الحربية ذات الحكم و القصص الغرامية.
وفي جبال الأوراس الوعرة الجافة الموحشة, نجد "القصبة" المغردة ذات الصوت الغليظ نظر لحجمها وطولها, إضافة إلى جسمها الموشوم(الرسوم المزركشة), فهي الصديقة الحميمة للقروي وللفنان يودعها سره ونجواه فتعبر عن غنائه بألحان خشنة متقطعة تارة ولطيفة تارة أخرى, فهي بنت بيئتها.
وفي منطقة الأطلس الصحراوي, نجد "قصبتين" تتناوبان ورجلا يجيب نداءهما الحزين خاتما كل بيت شعري بشكوى"آي ياي" ملحنة تلحينا بديعا, ذلك قبل كل شيء هو صوت الصحراء البعيد المدى, ولكنها صحراء قريبة جدا من التل المخضوضر لطيفة عطوفة بواحاتها الرائقة وأحلام شعرائها الشائقة, فهي تعبرعن تلك السآمة اللطيفة التي امتزجت بها الحكمة والطمأنينة من الفدم. ??
بالتوفيق للجميع.