اضربني ولا تصرخ ولا تصرخ في وجهي ..
وسوف اطرح الموضوع هنا واعتبره جزء اول
والجزء الثاني سوف اجعله في موضوع آخر خاص بـ.. نصائح لتجنب الصراخ
والسبب طول الموضوع وخوف الملل من القراءه
أسأل الله أن يوفقني .. وأن يكون في ميزان حسناتي يوم القيامه
*******
لو فكرت
يوماً في أن تستعمل السلم بدلاً من المصعد للصعود إلى شقتك، فسوف تسمع
صراخاً ينبعث من معظم الشقق، وإذا سألت أحد الصارخين : لماذا تفعل ذلك ؟
سيجيبك على الفور : "إنني أؤدب ابني وأربيه، ولم يعرف هذا المسكين أن
الصراخ يعد أسوأ طرق التعامل مع الأطفال" لأن آثاره السلبية ربما تكون أكثر
من آثار الضرب، الأمر الذي يجعل كثيراً من الأطفال قد يلجأ إلى أن يرفع
شعار "اضربني ولا تصرخ في وجهي" .
والقصة التالية تزيد الأمر وضوحاً،
فقد فوجئت إحدى الأمهات بابنها يتكلم مع مذيعة بقناة تلفازية تزور المدرسة
وتسأل عن السلوكيات السلبية لدى الأمهات، ففوجئت بابنها يقول بأن أمه
تضربه، وتحرمه من المصروف الأسبوعي ومن نزهة آخر الأسبوع، والأم تسمع
الكلام وهي مصدومة بكذب ابنها وادعائه عليها، فهي لم تضربه أبداً ولم تحرمه
من شيء، ولما عاد الابن من المدرسة وجد الأم له بالمرصاد تسأله : متى
ضربتك ؟ متى حرمتك ؟ وأجاب الطفل بكل هدوء وثقة : يا أمي كان علي أن أقول
هذا كله عنك لئلا أخبرهم إنك تصرخين بوجهي، وهكذا بكل براءة اعتقد الطفل
أنه يحمي صورة أمه، وهو يخفي صراخها، وهو بهذا عبر عن حقيقة فطرية إنسانية،
وهي أن أصعب شيء على نفس الإنسان هو أن يهان بالصراخ" .
إن الصراخ يعد
عقاباً فاشلاً لأنه يشيع في البيت مناخاً متوتراً يمس كل من يعيشون فيه،
والبيت الذي تعلو فيه الأصوات هو مناخ مناسب لإنتاج أفراد مرضى بأمراض
نفسية كالقلق والاكتئاب، فالطفل الذي نصرخ دائماً في وجهه، ونؤنبه
باستمرار، سيشعر بأنه فرد غير مقبول، والجميع يبغضونه ولا يرتاحون
لتصرفاته، هذا إضافة إلى كون الصراخ يحدث ما يسمى بالرابط السلبي لدى
الطفل، والذي يدوم مع الطفل طيلة حياته، ومهما كبر فإن أي رفع للصوت أمامه
يرجع لديه تلك المشاعر السلبية التي استشعرها وهو طفل صغير ضعيف، ومن
سلبيات الصراخ الدائم في وجوه الأبناء أن الأطفال الذين يتعرضون لصراخ
الأهل في وجوههم يبدؤون في ممارسته تجاه الأطفال الأصغر منهم في العائلة
والمدرسة، وأحياناً يصبح السلوك موجوداً حتى في وجه الكبار، فترى البنت
تصرخ في وجه أمها،أو الولد يصرخ في وجه والده، وهنا يصبح من العبث أن نقول
لهم : إن هذا الفعل معيب لأننا نمارسه معهم يومياً .