يجب المحافظة على نظافة الفم والأسنان بشكل
دائم وذلك لمنع التسوس والتهابات اللثة المسببين الرئيسيين لفقدان الأسنان,
ولكن ماذا مع الصيام؟ وكيف يجب العناية في الأسنان في هذا الشهر؟ وهل يمكن
معالجة الأسنان أثناء الصيام ؟ وهل هذا يؤدي إلى الإفطار؟
يمكن للصائم بل من الضروري أن ينظف أسنانه بالفرشاة والمعجون بعد
السحور ولكن قبل الإمساك ولا مانع من تنظيف الأسنان أثناء النهار أي في وقت
الصوم ، ولكن يجب لفظ ما تحلل منه في الفم ، وإن ذهب منه شيء إلى حلقه من
غير تعمد لم يضره ، وكذلك لا بأس باستعمال غسيل الفم المشتمل على الأدوية
بشرط أن يتمضمض به فقط ولا يذهب إلى حلقه منه شيء متعمداً.
العلاج والتخدير خلال صوم رمضان
علاج الأسنان غالبا ما يكون مصحوبا باستعمال التخدير وكما هو معلوم
فالتخدير يتم عن طريق الابره ولكن وبما أن إبرة " البنج " يتم وخزها
بالعضلات وليست بالأوعية الدموية وهي ليست مغذيه إذا لا يفطر الصائم إذا تم
استعمال المخدر عنده بينما الإبر التي يتم وخزها في الأوعية الدموية
للتغذية فهي تؤدي إلى الإفطار" الإبر (الحقن) المغذية التي يُستغنى بها عن
الطعام والشراب ، لأنها بمنزلة الأكل والشرب .
إذا كان استعمال ابر التخدير في علاج الأسنان لا يؤدي إلى الإفطار
فماذا مع قلع الأسنان وسيلان الدم هذا السؤال بالذات يسأله الكثيرون
والإجابة عليه مرتبطة بمعرفة مبطلات الصيام فسيلان الدم ليس من مبطلات
الصيام خاصة وان الحديث هنا يدور عن بعض مليمترات من الدماء تسيل أثناء
القلع ولا يجري الحديث عن نزيف حيث يفقد الإنسان كميات كبيره من الدماء قد
يفقد الوعي بعدها ، إذا من الممكن قلع الأسنان والقيام بعمليات جراحية
صغيره بدون أن يفطر الصائم .
أجهزة متطورة لا تفسد صوم رمضان
أثناء علاج الأسنان يتم استعمال أدوات حفر والتي يستعمل معها الماء
للتبريد وقد يخشى البعض دخول بعض هذه المياه إلى الحلق وبالتالي إلى
المعدة مما يبطل الصيام ولا ينكر احد وجود هذا الأمر و إذا حدث يكون بكميات
قليله جدا لا تؤدي إلى التغذية وهي بغير قصد ولكن هذا صحيحا في المعدات
التي لا تحوي جهاز الشفاط " السكشن" وأجهزة أطباء الأسنان اليوم متطورة جدا
وهذا الجهاز موجود في كل العيادات حيث يشفط كل هذه المياه وحتى الريق أيضا
أي انه على الأرجح أن يفقد الصائم بعض السوائل من أن يدخل إلى جسمه سوائل
.
يستخدم طبيب الأسنان بعض المواد التي قد يجد المريض طعمها أو
رائحتها فهل وجود طعمها أو رائحتها في الحلق يؤثر على الصيام الجواب : إذا
احتاج الصائم إلى علاج أسنانه في أثناء الصيام فلا بأس بذلك مع التحفظ
التام من وصول شيء إلى حلقه من الأدوية أو آثار العلاج ، وإن وصل شيء إليه
بغير اختيار فلا حرج عليه .
أما الأشخاص الذين يستعملون السواك ينصح أطباء الأسنان بقص الجزء
المستعمل من السواك كل 24 ساعة وذلك من أجل استمرار وجود المادة الفعّالة
في السواك أثناء تنظيف الأسنان ، ولا بأس باستعمال السواك الجديد أو المجدد
في حالة الصيام ، وما تفتت من المسواك وجب لفظه وإخراجه من فمه .
رائحة الفم الكريهة أثناء صوم رمضان
يؤدي عدم الأكل أو الشرب أثناء الصيام إلي تكون طبقة بيضاء على
اللسان. وهذه الطبقة عبارة عن طبقة من اللعاب الهلامي الثقيل. يمكن
للبكتيريا اللاهوائية أن تعيش وتتكاثر تحت هذه الطبقة البيضاء على اللسان
مفرزة مادة الكبريت ذات الرائحة.
من العوامل التي تؤدي إلي تفاقم مشكلة الرائحة الكريهة أثناء الصيام
هو العطش. فامتناعنا عن الشراب أثناء الصيام يؤدي إلى تقليل إفراز اللعاب
في الفم و بالتالي إلى خسارة منافع اللعاب. يؤدي توفر كميات كبيرة من
اللعاب إلى الحد من نمو و تكاثر البكتيريا، و يقوم بإذابة المخلفات
الكبريتية و بالتالي إلى تقليل أو إخفاء الرائحة الكريهة وللتخفيف من رائحة
الفم أثناء الصيام يمكن استخدام طرق منها إزالة الطبقة البيضاء المتكونة
على اللسان باستعمال فرشاة الأسنان على اللسان أو استعمال فرشاة خاصة
وزيادة إفراز اللعاب وذلك بتناول كميات كبيرة من السوائل و المضمضة بغسول
الفم .
ان علاج الأسنان المريضة حاجة ضرورية ولا يمكن التهاون بها أو إهمالها
لما فيها من الم وضرر قد يصيب الإنسان نتيجة إهماله لها ولهذا يجب
المحافظة على الأسنان بصيام أو غير صيام والمحافظة على الأسنان وعلاجها
ليست مطلوبة طبيا واجتماعيا و دينيا أيضا .